حافظ : قصة زمن جميل

"قارئة الفنجان"، "موعود"، "أي دمعة حزن لا"، "صافيني مرة"، "أهواك"، "أسمر يا أسمراني"، "بحلم بيك"، "سواح"... وغيرها من الخالدات. حينما أستمع لأغاني عبد الحليم، يأخذني صوته و لحنه و كلماته إلى زمن جميل، أمنيتي رغم استحالتها، أن أعيش فيه.
عبد الحليم حافظ مغني و ممثل مصري، لُقِّب بالعندليب الأسمر. دامت مسيرته الفنية ربع قرن، لتوافيه المنية عن عمر يناهز 47 عاما. ن
الشيء الذي أثار فضولي هو صدى فنه الطويل المدى. فن لا يزال حيَّا بعد 42 عاما من وفاة العندليب، كأن إصداره تمَّ منذ بضع سنوات قلائل.
أتساءل عن الشيء الذي يجعل من أغانيه أغانٍ خالدة رغم مرور السِنون. ففي تلك الفترة، لم تتوفر أي من وسائل التسويق المتاحة حاليا، و مع ذلك، لازالت أغانيه يُتغنى بها إلى الآن.
أعتقد شخصيا، كعاشقة لفن الزمن الجميل،و خاصة فن العندليب  الأسمر، أن النجاح الدائم و المستمر لهذا الفن يرجع لصدق الكلمة و الإحساس.
معروف أن العرض إذا لم يُبنى على أسس صلبة، تحميه تقلبات و توجهات البيئة، سيأتي بالتأكيد اليوم الذي يشهد ضياعه. أغنية الزمن الجميل ترتكز على أسس صلبة، أذكر منها اثنين :
 - الهدف وراء الأغنية : جعل عبد الحليم أغانيه رسائل أمل، رسائل حب، رسائل مدح... لا تلقى فيها سبيلا للربح المادي، أو على الأقل لا يؤثر على جودتها. 
- الكلمة : شعراء مشهود لهم باللإحتراف، بالصدق، بالإحساس النقي، هؤلاء الذين تغنَّى عبد الحليم حافظ بقصائدهم، فتلاقى المليح بالمليح، ليُنتَج المليح.
قال إيه جاي الزمان يداوينا "
من إيه جاي يا زمان تِداوينا
ده الأمل فى عينينا والفرح حوالينا
سأل الزمان وقال إيه غيَّر الأحوال
قلنا لو حبِّينا حبِّينا
وارتحنا ونسينا
الجرح بتاع زمان"

أي دمعة حزن لا - عبد الحليم حافظ - كلمات : محمد حمزة
في فنِّنا الحالي و 'موسيقى العصر' كما تُسمى، غابت الكلمة، بل فُقدت لإهمالها و الإنشغال عنها، فأصبحت الأغنية فارغة إلَّا من إيقاع، و أضواء خاطفة خدَّاعة. و
 غاب الهدف النبيل من وراء الأغنية، فأصبحنا نسمع مواضيع يُتغنى بها لا محل لها من الفن. فيتحجَّج أصحابها بنقل واقع مُرّ يُعاش. أنا أعيش مسبقا هذا الواقع، إذا لم تُسهِم بعملك في التخفيف منه أو إيجاد حل، فلا داعي لتذكيري به. فأنا بالكاد أستحمل عيشه يوميا. ل
رأيي، و أدليت به. أما عشقي لعبد الحليم و أمثاله أم كلثوم، محمد الحياني، نعيمة سميح... فدائم.م
أشارك معكم أغنية "صافيني مرة"، للشاعر سمير محجوب.ا




Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Du commerce traditionnel à la grande distribution au Maroc.

Du nouveau à Marjane Oujda!

No Title.